ليالي عزف الأنامل

اهلا بك عازفا باناملك في ليالي عزف الانامل تشرفنا بقدومك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ليالي عزف الأنامل

اهلا بك عازفا باناملك في ليالي عزف الانامل تشرفنا بقدومك

ليالي عزف الأنامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

المواضيع الأخيرة

»  `•.•`¤¦¤( سطـــور ليست للقراءه فقــط )¤¦¤`•.•`
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 21, 2016 3:30 pm من طرف الربيع

» سونيت 95....وليم شكسبير
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 6:51 am من طرف الربيع

» كيف تزيد خشوعك في الصلاة؟
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 19, 2015 2:38 pm من طرف semal4

» حزن المؤمن ...
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 22, 2014 11:10 pm من طرف الربيع

» ارجوك تنساني { احلام }
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالسبت مارس 15, 2014 8:32 am من طرف لمار

» المكالمة .... هشام الجخ ♥
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2014 9:54 am من طرف الربيع

» الليل ياليلى " وديع الصافي "
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 11, 2014 1:59 am من طرف لمار

» جمعة مباركه ان شاء الله
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالإثنين فبراير 10, 2014 2:03 pm من طرف لمار

» (((((((مجرد وقت )))))
رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة I_icon_minitimeالأحد فبراير 09, 2014 11:13 pm من طرف لمار


+2
مجروحة
صمتى لغتى
6 مشترك

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الأحد سبتمبر 04, 2011 1:06 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    اعضاء المنتدى الافاضل


    بعد الانتهاء من الاربعين حديث ....قررت ان لا اترك هذا القسم بدون موضوع ينزل له اجزاء يوميا



    وبعد تفكير عميق توصلت لهذا الموضوع وهو " رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة"

    ل الدكتور محمد بكر اسماعيل ...أستاذ بجامعة الازهر



    من اعظم الاشياء ان اكتب فى فضائل اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم


    امتع نفسى وامتع القراء من غير خوض فى التفاصيل دفعا للسآمة و الملل



    واليوم ان شاء الله هبدأ بالمقدمة



    معا نتدبر سويا حياة اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ونعرف اكثر ما نعرفه عنهم



    وهذا الموضوع يحتوى على 66 شخصية



    ارجو من الله ان يوفقنى فى موضوعى هذا


    واتمنى اكون قد وفقت فى طرحى للموضوع .......




    تحياتى للجميع
    مجروحة
    مجروحة
    مشرفة
    مشرفة


    رقم العضوية : 130
    انثى
    عدد المساهمات : 1684
    نقاط : 1822
    تاريخ التسجيل : 06/07/2010
    الموقع : قلب ليالي
    المزاج : صابرة علي غدر البشر

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف مجروحة الأحد سبتمبر 04, 2011 1:26 pm

    صمتي لغتي

    الله يقويكي ويوفقك فميا يرضه

    بوركتي اختي الغالية وفي انتظار كل مفيد منك
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الأحد سبتمبر 04, 2011 1:29 pm

    """ مقدمة """



    اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم هم أئمة الهدى تجسدت فيهم معالمه وإشراقاته ووسائله وغاياته فقد مثلوا لنا بخلقهم الفاضل وسلوكهم النبيل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خير تمثيل



    فقد تحروا أفعاله كلها فاقتدوا به فيها على قدر طاقاتهم البشرية وهى طاقات واسعة المدى

    قد أمدهم الله بها ليكونوا المثل العليا لمن أراد أن يتذكر أو يخشى








    وهؤلاء الذين صحبوا النبى صلى الله عليه وسلم وكثرت ملازمتهم له قد أولاهم عناية خاصة .


    فأدبهم بأدب الإسلام ورباهم على شعب الإيمان كلها وأعدهم لتحمل أعباء الدعوة من بعده ودعا لهم بخير وتوفى وهو عنهم راض وأوصى بهم من بعدهم وحذرهم من إيذائهم ومخالفتهم ورغبهم فى حبهم وطاعتهم ما أطاعوا الله عز وجل





    وهؤلاء الصحبة الأخيار أمنة لمن بعدهم من التابعين الأول لا يجدون وهم معهم إلا خيرا فإذا ذهبوا أطلت الفتن برءوسها وخرجت من مكامنها فأصابت الدانى والقاصى إلا من عصم الله






    أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم هم خلاصة الخلاصة من الكرام البررة لا نستطيع أن نوفيهم حقهم من التعظيم والتبجيل مهما أوتينا من فصاحة اللسان وعذب البيان ولكن يكفينا أننا نحبهم ونحب من يحبهم ونتخذهم قدوة لنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عبادتنا ومعاملاتنا وفى شأننا كله فعسى أن نحشر معهم وأن نكون من رفقائهم فى الجنة





    "" فاقرأ يا أخى بعناية وقف عند كل مشهد من مشاهد سيرهم وخذ لنفسك ما تشاء من محامدهم بقدر طاقتك البشرية وعايشهم بقلبك وروحك ""






    وبالله توفيقك





    ربنا لاتزغ قلوبنا إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب





    .......انتظرونى مع أول شخصة .........


    """ أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه """"
    واثق الخطوة
    واثق الخطوة
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    ذكر
    عدد المساهمات : 4048
    نقاط : 5291
    تاريخ التسجيل : 25/02/2010
    المزاج : رايق

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف واثق الخطوة الأحد سبتمبر 04, 2011 7:19 pm

    ما شاء الله مقدمة رائعه لموضوع رائع



    نحن في الإنتظار بكل شغف ولهفه لمعرفه الرجال اللذين احبهم


    الرسول صلى الله عليه وسلم .



    ومنتظرين اول شخصيه من خير الصحابه ابو بكر الصديق



    رضي الله عنه وارضاه.



    بارك الله فيكي اختي الغاليه . وكلنا في الإنتظار


    عاشقة الحب
    عاشقة الحب
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 338
    انثى
    عدد المساهمات : 2142
    نقاط : 3243
    تاريخ التسجيل : 07/05/2011

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف عاشقة الحب الأحد سبتمبر 04, 2011 7:33 pm

    موفقة صمتى لغتى

    بانتظار كل جديد منك يا غالية

    تحياااتى
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الإثنين سبتمبر 05, 2011 6:31 pm

    مجروحة ....واثق الخطوة ....عاشقة الحب


    اشكركم على مشاركتكم العطرة والرائعة

    بارك الله فيكم اعزائى
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الإثنين سبتمبر 05, 2011 8:08 pm

    1- أكمل المؤمنين إيمانا

    أبو بكر الصديق



    عندما نقوم بدراسة شخصية من الشخصيات العالمية الهامة نهاب الخوض فى أعماقها لأن دواعى العظة فيها مجهولة لدينا إلى حد كبير.
    فعلينا إذن أن نتتبع آثار العظمة وجوانبها المتألقة فى أعظم رجل عرفته الإنسانية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس نبيا معصوما ولكنه إنسان اجتمعت فيه أوصاف الإنسانية المهذبة ومؤمن جمع أقواله وأحواله كلها شعب الإيمان مجتمعة.

    قال عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ""لو وزن إيمان أبى بكر بإيمان الأمة لرجحها "".

    إنه إذا لجدير أن يلقب بالصديق فى الجاهلية والإسلام.
    أما فى الجاهلية فقد كان العرب يحكمونه فى الديات ثقة بعدله ورجحان عقله وطهارة نفسه.
    وأما فى الإسلام فإنه بهذا اللقب أحرى منه فى الجاهلية لأنه صدق النبى صلى الله عليه وسلم فى خبر الإسراء فقال كلمته المشهورة :لو ذهب إلى أبعد من ذلك لصدقته.

    وقد كنى رضى الله عنه بأبى بكر لأنه أول من سبق إلى الإسلام من الرجال وبكر به حين دعى إليه من غير تردد.

    وقيل إن أباه سماه فى الجاهلية عبد الكعبة .سمى فى الإسلام عبدالله وغلبت كنيته ولقبه على كل اسم سمى به فى الجاهلية والإسلام.


    ولد رضى الله عنه بعد عام الفيل بسنة أو سنتين وأبوه عثمان بن عمرو المكنى بأبى قحافة ويلتقى نسبه ونسب النبى عليه الصلاة والسلام عند مرة بن كعب بعد ستة آباء.
    وكلا أبويه من بنى تيم وهم قوم اشتهر رجالهم بالدماثة والأدب واشتهر نساؤهم بالدلال والحظوة عند رجالهم.
    وكانت أسرة أبى بكر رضى الله عنه أسرة وثيقة العرى عميقة الأواصر يحب بعضهم بعضا ويتراحمون فيما بينهم.
    وكان أبوه رشيدا ودودا حميد الخصال قد أسلم بعد أن كبرت سنه واشتعل رأسه شيبا وعاش حتى رأى ابنه أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان يراه أهلا لها ويزهو عندما يراه قائما بتبعاتها خير قيام.


    وقد كان أبو بكر رضى الله عنه مثالا للخلق الفاضل والسلوك النبيل.
    كان أليفا ودودا يحب الناس ويحبونه مطبوعا على الخير والسماحة والتواضع ولين الجانب ولم يتعال على أحد قط فى جاهلية ولا فى إسلام.
    فإذا مدحه مادح استحى وأخذته رعدة وقال لمادحه : أنا أعلم بنفسى منك والله أعلم بنفسى منى .اللهم اغفر لى ما يعلمون وما لا يعلمون وما أعلمه من نفسى وما لا أعلمه منها .ونحو ذلك من الكلام الذى يمهد فيه عذره للناس والدعاء الذى يرجو النجاة به من عذاب خالقه ومولاه.

    كان يخدم نفسه بنفسه .مبالغة فى التواضع وحذرا من الوقوع فى الرياء أو فيما يشبه الرياء .

    لم يكن رضى الله عنه يكره الزينة لذاتها فهى متعة من متع الدنيا وشىء من طيبات الحياة ولكنه كان يكره الاغترار والمبالغة فيها .والخيلاء صفة مرذولة فى الشرع وفى نظر أصحاب العقول السليمة والأخلاق المستقيمة كما هو معلوم.
    وقد كان أهل مكة وغيرهم من العرب - يعرفون لأبى بكر فضله وكرمه ومروءته وشجاعته ونجدته فيوقره الصغير والكبير ويحكمه الناس فى أهم القضايا ويلجأون إليه فى قضاء الحاجات ويستشيرونه فى مهام الأمور.
    فكان كما قال ابن الدغنة لقريش وقد هم أبو بكر أن يهجر بلده : أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقرى الضيف ويعين على نوائب الحق.
    ومع هذا كله كانت فيه حدة يغلبها ولاتغلبه فحين تشتد عليه يستدعى عقله ووجدانه ويستغيث بخالقه ومولاه فيرفعها عنه فى حينها وكأنها كانت شيطانا يأتيه ليدفعه إلى ما لا تحمد عواقبه فيستعيذ بالله منه على الفور فيذهب عنه .وكان الناس يعرفون فيه هذه الحدة فيعذرونه فيها ولا يلومونه عليها لأنها حالة مرضية أو تشبه أن تكون كذلك لكنها مؤقتة بوقت سرعان ما ينقضى.
    وحدته هذه غالبا ما تكون فى الحق ونادرا ما تكون عن انقباض فى القلب أو ضيق فى الصدر وقد وصف بها نفسه معتذرا عنها فى خطبة من خطبه فقال :"اعلموا أن لى شيطانا يعترينى فإذا رأيتمونى غضب فاجتنبونى "

    وكان رضى الله عنه يتحاشى السقط من الكلام فلا يتكلم إلا حينما يكون فى الكلام منفعة تعود عليه أو على غيره وإذا قال قولا صدق فيه وعدل وأبلغ وأوجز وكان يوصى عماله فيقول :"إذا وعظت فأوجز فإن كثر الكلام ينسى بعضه بعضا ".

    كانت شجاعته فى السلم والحرب دليل صدقه فى أقواله وأفعاله أحواله فلم يكن يعرف الخمول والكسل ولا الملاينة فى إحقاق الحق وإبطال الباطل ولا المداهنة فى أى أمر من أمور الدين فلما أسلم رضى الله عنه لم يبال أن يعلن إسلامه وأن يجهر بصلاته ودعائه ولو أصابه فى ذلك ما أصابه.
    ولما فرض القتال فى السنة الثانية من الهجرة كان هو أقرب المقاتلين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كل غزوة وكل مأزق من مآزق الحرب والنزال ولم يذكر أنه تخاذل فى ساعة من ساعات الشدة ولا ثبت نفر قط حيث يصعب الثبات إلا كان هو بين أول الثابتين.
    وقد كان رضى الله عنه فطنا لماحا لما يصدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجيبه لما يريده منه قبل أن يصرح به لأنه كان متحفزا دائما لتنفيذ أوامره وقضاء مطالبه بكل جد وحب وكأنه كان يتلقى هذه الأوامر والمطالب بقلبه من قلبه.


    كان له حظ وافر من الملكة الروحية إلى جانب هذه الملكات الخلقية والعقلية فاكتملت لديه خصال الخير كلها وتمت له شعب الإيمان بحذافيرها فبدا للناس ملكا يمشى بينهم فى تواضع جم وكان كالنجم فى السماء يرى لمعانه فى الماء.
    وأعنى بالملكة الروحية :القلب الحى والضمير اليقظ والشعور المغعم بالحب فى صوره المتألقة :حب الله وحب رسوله وحب اصحابه وحب الحق وحب العدل وحب العيش فى سلام إلى غير ذلك مما هو فى طريقه.


    ومن شدة يقظة الضمير أنه لم يطق أن تستقر فى جوفه لقمة يشك فى مأتاها مجرد شك لأنه يعلم أن من نبت جسمه من الحرام فالنار أولى به ويعلم أنه من لم يطب مطعمه لا يكون مجاب الدعوة.
    يقص علينا أصحاب السير أنه أكل يوما طعاما جاء به إليه خادمه .فقال له الخادم : كنت تسألنى فى كل يوم عن مصدر الطعام الذى آتيك به فلم لم تسألنى اليوم عن هذا الطعام الذى أكلت منه ؟
    قال : غلبنى الجوع .من أين جئت بهذا ؟
    قال : مررت بقوم كنت أتكهن لهم فى الجاهلية فوعدونى فلما كان ذلك اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطونى ذلك الطعام
    قال الصديق رضى الله عنه :إن كدت لتهلكنى .فأدخل يده فى حلقه فجعل يتقيأ وجعلت اللقمة لا تخرج.
    فقيل له :إن هذه لا تخرج إلا بالماء. فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها .
    قيل له : يرحمك الله .كل هذا من أجل لقمة ؟
    فقال : لو لم تخرج إلا مع نفسى لأخرجتها .



    للحديث باقية
    انتظرونى...
    لمار
    لمار
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 113
    انثى
    عدد المساهمات : 3131
    نقاط : 3668
    تاريخ التسجيل : 25/06/2010
    الموقع : بين غياهب النسيان
    المزاج : بنشكر الله

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف لمار الإثنين سبتمبر 05, 2011 8:40 pm

    مااروع سيرهم رضي الله عنهم وارضاهم

    ورزقنا الله واياك صحبتهم في دار الخلود

    بارك الله فيك اختي
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 11:36 am

    لمار كتب:مااروع سيرهم رضي الله عنهم وارضاهم

    ورزقنا الله واياك صحبتهم في دار الخلود

    بارك الله فيك اختي



    لمار اسعدنى مرورك الطيب
    جزاكى الله خيرا
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 1:04 pm

    كان من عادة النبى صلى الله عليه وسلم أن يسأل أصحابه حينا بعد حين عما ابتدروه من الخيرات فلا يكتمونه شيئا لأنه يسأل ويريد أن يجاب ليتبع جوابهم عظة من العظات أو يعقبه بحديث يؤثرونه عنه.
    صلى النبى عليه الصلاة والسلام الصبح ذات يوم فلما قضى صلاته سأل : ""أيكم أصبح اليوم صائما ؟ ""
    قال عمر : أما أنا يا رسول الله فقد بت لا أحدث نفسى بالصوم وأصبحت مفطرا
    وقال أبو بكر : أنا يا رسول الله بت الليلة أنا أحدث نفسى بالصوم فأصبحت صائما .
    ثم سأل النبى صلى الله عليه وسلم : ""أيكم عاد اليوم مريضا؟""
    قال عمر : إنما صلينا الساعة ولم نبرح فكيف نعود المريض ؟!
    وقال أبو بكر : أنا يا رسول الله أخبرونى أن أخى عبدالرحمن بن عوف مريض وجع فجعلت طريقى عليه فسألت عنه ثم أتيت المسجد.
    ثم سأل النبى صلى الله عليه وسلم :"" فأيكم تصدق اليوم بصدقة؟"
    قال عمر : يارسول الله ما برحنا معك منذ صلينا فكيف نتصدق !
    وقال أبو بكر : أنا يارسول الله دخلت المسجد فإذا سائل يسأل وابن لعبد الرحمن بن أبى بكر معه كسرة خبز فأخذتها فأعطيتها السائل .
    فقال النبى صلى الله عليه وسلم : فأبشر بالجنة . أبشر بالجنة .
    لأجل هذا يقول عمر : ما سبقت أبا بكر إلى خير قط إلا سبقنى إليه
    ولأجل هذا يقول على : هو السباق والذى نفسى بيده ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر .



    ** ظهرت شجاعة أبى بكر رضى الله عنه وبطولته الحربية أيما ظهور فى خلافته التى دامت نحو عامين ففى هذه المدة القصيرة استطاع أن يقضى على الردة ويقهر المرتدين عن الإسلام وقد كادوا يهلكون الحرث والنسل ويجتثون جذور الإيمان من قلوب ضعفاء المؤمنين بكل وسيلة.
    ثم وجه حملتين كبيرتين إلى الفرس والروم لتأمين حدود المسلمين من غاراتهم المتوقعة وقد كانوا يعينون المرتدين بالسلاح والعتاد وغير ذلك مما يحتاجون إليه.
    لقد رد أبو بكر بذلك للإسلام جلاله وهيبته وأعاد إليه مجده وازدهاره وأحيا سنة النبى صلى الله عليه وسلم فى العبادات والمعاملات وأرهب أعداء الإسلام فى الشرق والغرب وجمع القرآن من الصدور والسطور فحفظ بذلك للإسلام دستوره الخالد ومعجزته الباهرة على مر العصور .



    **كانت لأبو بكر خبرة بكياسة القول وفصاحة فى أسلوب الخطاب .سأل رجلا يحمل ثوبا :أتبيعه ؟ فأجابه :لا عافاك الله .قال : هلا قلت وعافاك الله .لأن قول الرجل يوهم بالدعاء عليه وهو لا يريد ذلك بالطبع وإنما يريد الدعاء له فكام من اللائق به أن يفصل بين الجواب والدعاء بالواو . تلك نفس ملكتها شمائل الوقار والتوقير وامتزجت بها سليقة الإعجاب والتعظيم.
    لقد كان أبو بكر رضى الله عنه خير معين للنبى صلى الله عليه وسلم فى دعوته فقد أسهم بنصيب وافر فى هداية الناس إلى هذا الدين .
    فقد كان لإسلامه أثر بالغ بين السادة كما كان له أثر بالغ بين العبيد والأتباع فقد أسلم على يديه رهط من كبار السادة من قريش.
    منهم : عثمان بن عفان ..والزبير بن العوام ..وطلحة بن عبيد الله ..وسعد بن أبى وقاص ..وعثمان بن مظعون ..وأبو عبيد بن الجراح..وعبدالرحمن بن عوف ..وعبدالله بن عبد الأسد أبو سلمة..وخالد بن سعيد.

    إنه رجل أخذ على عاتقه تحرير العباد من الكفر وتحرير العبيد من الرق مهما كلفه الأمر.
    وقد أعانه على ذلك كثرة ماله فأفناه أو أفنى أكثره فى سبيل الله عزوجل.
    وكان رضى الله عنه غاية فى النزاهة والعفة والرضا بالقليل وابتغاء مرضاة الله فى أى عمل يعمله.

    كان يقيم بمكان يسمى السنح على مقربة من المدينة فتعود أن يحلب للضعفاء أغنامهم كرما منه ورفقا بهم فسمع جارية تقول بعد مبايعته بالخلافة : اليوم لا تحلب لنا منائح دار ..فسمعها فقال : بل لعمرى لأحلبنها لكم .فكان يحلبها وربما سأل صاحبتها : يا جارية أتحبين أن أرغى لك أو أصرح ؟
    فربما قالت : أرغ :وربما قالت : صرح . فأى ذلك قالته فعل.

    ثم تكاثرت أعماله فانتقل إلى المدينة ورأى أن يعين نفسه على نفقة عياله بتجارة لا تشغله عن مصالح المسلمين وأبى أن يأكل مما فرض له من بيت المال وادخره لهم فلما حضرته الوفاة أمر أن يحصى ما أخذه من بيت المال ويرد إليه فلم يبق عنده شيئا إلا أوصى بإعادته وأوصى كذلك أن يكفن فى ثوبه وقال فى تعليل ذلك :إن الحى أولى من الميت بالثوب الجديد.

    **لم يكن رضى الله عنه مقلا من المال ولا عاجزا عن كسبه قبل الخلافة ولا بعدها ولكنه آثر متاع روحه على متاع جسده ولم يكن له بعد موته مدخر يذكر .حتى قال عمر رضى الله عنه حين نظر إلى ما مات عليه وتذكر ما كان فيه من زهد وتقشف :"رحمه الله .لقد أتعب من بعده "

    إنه رجل خلق من معدن العظمة والامتياز ولم يخلق رجلا كسائر الرجال.
    أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين لقيه فى الطريق عرضا وهو يتاجر فى مال خديجة -حبا لايعبر عنه لسان ولازمه ملازمة الصاحب الذى يعز على أحدهما أن يفارق الآخر فى ليل أو نهار وذلك لأن محمدا عليه الصلاة والسلام لم يجد فى الناس -كل الناس- أقرب إليه فى الخلق والمثل العليا من هذا الرجل فقد كان طرازا فريدا فى شأنه كله .


    **قال على رضى الله عنه فى تأبينه : " كنت كالجبل الذى لاتحركه العواصف ولا تزيله القواصف كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضعيفا فى بدنك . قويا فى أمر الله . متواضعا فى نفسك . عظيما عند الله . جليلا فى الأرض .كبيرا عند المؤمنين .
    ولم يكن لأحد عندك مطمع ولا لأحد عندك هوادة فالقوى عندك ضعيف حتى تأخذ الحق منه والضعيف عندك قوى حتى تأخذ الحق له . فلا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك ..."


    **أما حب أبى بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد فاق حدود الحب المعتاد فكان منه النبى صلى الله عليه وسلم بمنزلة القلب من القالب أو بمنزلة الروح من الجسد ولا يكون مجاوزا حده لو قال للرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبا : " يا أنا ".
    وكل الدلائل تشهد بذلك وقد شهد الله له بالحسنى وحسن الصحبة فى هجرة ليس لها مثيل فى التاريخ كله.
    اقرأ بتدبر قوله جل وعلا فى سورة التوبة : ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجة الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا والله عزيز حكيم ) .

    *وظل الصديق على هذا الحب كما هو إلى أن لقى ربه عز وجل فى السنة الثالثة عشرة من الهجرة مقيما على عهده مقتديا به فى عاداته وعباداته ومعاملاته وفى شأنه كله .


    ***هذا ما وسعنى ذكره من سيرته العطرة وأخلاقه النضرة وهو قطرة من بحر فإنه رجل لا يعلم قدرة ومكانته إلا الله .
    وما نقله عنه أصحاب السير لا يعبر عن هذه النفس الزكية تعبيرا يفى بحقها أو يجلى لنا ما فى أعماقها من أسرار ربانية وملكات عقلية .كان لها أبلغ الأثر فى نجاح الدعوة وتأسيس الدولة الإسلامية .




    رضى الله عنه وأرضاه



    انتظروا الشخصية القادمة

    ""عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه""
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الخميس سبتمبر 08, 2011 12:18 pm

    2- الفاروق

    عمر بن الخطاب



    عمر بن الخطاب واحد من الذين أعزهم الله بالإسلام وأعز الإسلام بهم فكان رجلا اكتملت فيه أوصاف الرجولة كلها وبطلا قد تمت له سمات الرجولة فى أسمى معانيها فصنع لنفسه تاريخا عامرا بالمآثر الخالدة زاهيا بالأمجاد التالدة زاخرا بالبطولات النادرة والمواقف الإنسانية السامية.


    أسلم لله وجهه مخلصا له الدين عن قناعة وصدق يقين فانبرى لخدمة الدين عقب إسلامه مباشرة فأظهره بعد أن كان كامنا فى دار الأرقم بن أبى الأرقم المخزومى وأعزه بقوته فى الحق وشجاعته فى مواجهة الشرك وأهله فحين أعلن إسلامه فى دار الأرقم قال : يارسول الله ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا ؟ . قال : "بلى " . قال : ولم نعطى الدنية فى ديننا ؟ أو قال : لم نبقى هنا ؟! فلنخرج إلى البيت الحرام ونظهر ديننا .
    فخرج النبى صلى الله عليه وسلم فى صفين . صف يتقدمه الحمزة بن عبدالمطلب وصف يتقدمه عمر بن الخطاب وهم يحيطون بالنبى صلى الله عليه وسلم كإحاطة الهالة بالقمر حتى انتهوا إلى البيت الحرام فأعلنوا كلمة التوحيد على الملأ من قريش فى عزة وإكبار فتحققت بذلك دعوة النبى صلى الله عليه وسلم "اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين - يعنى عمرو بن هشام وهو أبو جهل . أو عمر بن الخطاب .
    ومن يومها لقب عمر بالفاروق لأن الله فرق به بين الحق والباطل.
    وقد وردت فى إسلامه قصة مشهورة خلاصتها : أنه خرج يوما متقلدا سيفه فلقيه رجل فقال له : إلى أين يا عمر ؟؟
    قال : أريد أن اقتل محمدا
    قال الرجل : الأولى بك أن تقتل أختك وزوجها فأنهما قد تابعا محمدا على دينه . فاشتد غضب عمر وكاد يفقد وعيه فمشى من فوره إلى أخته وزوجها لينزل بهما العذاب وكان عندهما رجل يعلمهما القرآن وهو خباب بن الأرت فلما سمع خباب صوت عمر أختبأ فى مكان لا يراه فيه ليرى ماذا يصنع بأخته وزوجها فلما دخل عمر البيت قال : ما هذه الهيمنة التى سمعتها عندكم؟
    فأنكرت عليه وتحرجت منه ثم ما لبثت أن تمالكت نفسها وقالت له ماشاء االله أن تقول.
    قال له زوجها :" يا عمر أرأيت إن كان الحق فى غير دينك "؟ يعنى أخبرنى ماذا تفعل لو كان الحق فى الدين الذى أعتنقناه
    أتدخل فيه فتنال الرضا من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أم تظل فى كفرك وضلالك ؟
    فوثب عمر فوطئه وطأ شديدا فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فلطمها بيديه لطمة فدمى وجهها وقالت وهى غضبى : يا عدو الله أتضربنى على أن أوحد الله ؟
    قال : نعم
    فقالت : ما كنت فاعلا فافعل . أشهد أن لا اله إلآ الله و أن محمدا رسول الله لقد أسلمنا على رغم أنفك.
    فلما يئس عمر قال :أعطونى هذا الكتاب الذى عندكم فأقرأه فقالت أخته : انك رجس ولا يمسه إلا المطهرون فقم فأغتسل أو توضأ
    فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ : (طه) حتى أنتهى إلى قوله : ( إننى أنا الله لا اله إلا انا فاعبدونى وأقم الصلاة لذكرى ).
    فقال عمر : دلونى على محمد فلما سمع خباب قوله خرج من مكمنه فقال: أبشر يا عمر أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعت لك فأنى سمعته يقول : "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام " .
    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم فى الدار التى فى أصل الصفا - وهى دار الأرقم - فأنطلق حتى أتى الدار وعلى بابه حمزة وطلحة وأناس أخرون من أصحابه صلى الله عليه وسلم
    فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه حين علم بقدومه فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه فقال: أما انت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزى والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة !!
    اللهم هذا عمر بن الخطاب . اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب.
    قال عمر : أشهد أنك رسول الله فأسلم وكبر المسلمون فرحا بإسلامه وكانوا أربعين أو يزيدون قليلا بين رجال ونساء.

    ذكر ابن سعد فى الطبقات أن صهيب بن سنان قال : لما أسلم عمر ظهر إسلام ودعا إليه علانية وجلسنا حول البيت حلقا وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه بعض ما يأتى به.
    وعن أيوب بن موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل .
    سمعت عائشة رضى الله عنها رجلا يقول : لقد أعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب
    فقالت : بل أعز الله عمر بن الخطاب بالإسلام وهى تعنى والله أعلم أن الله كما أعز الإسلام بعمر -أعز عمر بالإسلام فمن أعز دين الله أعزه الله .

    أحب عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا شديدا ولازمه ملازمة تامة وكان جلوازا له -أى حارسا - يدفع عنه الأذى ويرد عنه كيد المعتدين ويتصدى لكل من تحدثه نفسه بالنيل منه صلى الله عليه وسلم أو بالنيل من رجل من رجاله الأخيار.
    وأحبه الرسول صلى الله عليه وسلم حبا بقارب حب أبى بكر رضى الله عنه.

    إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعلم علم اليقين أن عمر أشد المسلمين فى الله ويعلم فى أبى لينا وهوادة والإسلام فى حاجة إلى لين أبى بكر وشدة عمر , فلن تذهب شدة عمر إذا أحتاج إليها أبى بكر ولن يضيع لين أبى بكر اذا أحتاج إليه عمر.


    كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن احتمال التبعة أو (المسؤلية ) خليق أن يبدل أطوار النفوس فى بعض المواقف والأزمات فيجنح اللين إلى الشدة ويجنح الشدة إلى اللين
    لهذا أمر أبا بكر أن يصلى بالناس فى مرض موته ولم يأذن فى ذلك لعمر للإشارة اولا إلى استخلافه ولأن الوقت كان يتطلبه دون صاحبه
    فأبو بكر كان فى أخلاقه صورة صادقة من أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم فإذا ما تولى الخلافة من بعده لم يجد المسلمون فى خلافته تطورا مفاجئا لما ألفوه منه صلى الله عليه وسلم .
    ولما حضرت أبا بكر الوفاة أستخلف على الناس عمر لأن الناس يومئذ كانوا فى حاجة إلى شدة فى أقامة العدل ونصرة الدين.
    ومن عبقرية كل منهما أن بعرف كيف يتصرف فى الأمور على حسب الظروف والمقتضيات .


    وقد ترجمت اعمال عمر فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حين لان لأخته وزوجها ورق لهما بعد أن أوجعهما ضربا وكان حاله مع الضعفاء من المسلمين بعد إسلامه كحال الوالد مع ولده والأخ مع أخيه والصديق مع صديقه.
    وكان بأسه على المنافقين والمشركين واليهود شديدا يكيل لهم الصاع صاعين دفاعا عن الإسلام ونبى الإسلام فما كل فى ذلك ولا مل.
    وترجمت اعماله عن ذلك ايضا بعد لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ففى تلك المحنة لم بفقد توازنه ولا أناته بل فكر ودبر فى المصير المنتظر والخلاف المتوقع بين المسلمين على اختيار من يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم
    فقد أعد العدة للأمر ومضى إلى الأنصار حين علم أنهم أجتمعوا فى سقيفتهم ليتشاورا فى أمر الخلافة وقد سبقه أبو بكر رضى الله عنه إليهم فهيأ كلاما يقوله ليتقى به حدة أبى بكر حين يحتد النقاش أو يحتد النزاع ليعالج هذا الأمر باللين والتؤدة فيقول فيما رواه عن تصرفه فى ذلك اليوم المهيب " وكنت أدارى منه بعض الحدة فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر : على رسلك فكرهت أن أغضبه , فتكلم أبى بكر فكان هو أحلم منى وأوقر ".
    وترجمت أعماله عن ذلك وهو خليفة للمسلمين فكان يشتد إذا دعت الحاجة إلى الشدة ويلين إذا دعت الحاجة إلى اللين فهو من العظماء الذين قال الله فيهم Sad محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ).
    القوى عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه والضعيف عنده قوى حتى يأخذ الحق له .لقد كان العدل أسمى خلا ئقه ومن كان كذلك فقد جمع الفضائل كلها .
    وكانت له بجانب العدل فراسة عجيبة نادرة تصدق فى كثير من الاحيان وهذة الفراسة نور قذفه الله فى قلبه
    حين أسلم وحسن إسلامه وصدق فى الله يقينه .
    وقد رويت عنه فى فراسته روايات كثيرة منها :
    قصة سارية وخلاصتها :انه خطب يوما خطبة الجمعة فكف فجأة عن الخطبة ونادى بأعلى صوته : يا سارية بن حصن الجبل ....الجبل ومن استرعى الذئب ظلم .
    فلم يفهم السامعون مراده فلما قضى صلاته سأله على رضى الله عنه :ماهذا الذى نديت به؟
    قال : أو سمعته؟, قال : نعم أنا وكل من فى المسجد
    فقال : وقع فى خلدى أن المشركين هزموا إخواننا وركبوا أكتافهم
    وأنهم يمرون بجبل فأن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوه وظفروا وإن جاوزوه هلكوا فخرج منى هذا الكلام .
    وجاء البشير بعد شهر فذكر أنهم سمعوا فى ذلك اليوم وتلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر يقول : ياسارية بن حصن الجبل ...الجبل فعدلنا إليه ففتح الله علينا .
    ولا يستبعد ذلك من رجل كعمر فأنه قد كان مشهورا بين معاصريه بمكاشفه الأسرار الغيبية بالنور الذى أوضعه الله فى قلبه .

    وقد جاء فى الحديث : "اتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله "
    وقال الله عز وجل فى الحديث القدسى :" من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه ".


    ومما يروى فى فراسته : أنه أبصر أعرابيا نازلا من جبل فقال :هذا رجل مصاب بولده قد نظم فيه شعرا لو شاء لأسمعكم
    ثم سأل الاعرابى : من أين أقبلت ؟ فقال : من أعلى الجبل
    فسأله : وما صنعت فيه ؟ قال : أو دعته وديعة لى
    قال : وما وديعتك ؟ قال :بنى لى هلك فدفنته.
    قال : فأسمعنا مرثيتك فيه
    فقال : وما يدريك يا أمير المؤمنين ؟ فوالله ما تفوهت بذلك و إنماحدثت به نفسى ثم أنشد أبياتا ختمها بقوله :

    فالحمد لله لا شريك له ... فى حكمه كان ذا وفى قدره
    قدر موتا على العباد فما ... يقدر خلق يزيد فى عمره

    فبكى عمر حتى بل لحيته ثم قال : صدقت يا أعرابى .
    إنه ألمعى يظن بك الظن كأنه قد رأى وقد سمع .
    إنه يستكشف الخفايا ويستوضح البواطن ويستخرج المعانى التى يغيب فهمها عن كثير من أولى الألباب .

    ( يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) ..







    للحديث باقية ...
    عاشقة الحب
    عاشقة الحب
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 338
    انثى
    عدد المساهمات : 2142
    نقاط : 3243
    تاريخ التسجيل : 07/05/2011

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف عاشقة الحب الخميس سبتمبر 08, 2011 10:35 pm

    رائع ان نستعيد سيرة الصحابة

    رضوان الله عليهم اجمعين


    جزيت خيرا صمتى لغتى
    sunny
    the arrow
    the arrow
    مشرف
    مشرف


    رقم العضوية : 20
    ذكر
    عدد المساهمات : 725
    نقاط : 1933
    تاريخ التسجيل : 08/06/2011
    المزاج : هادئ جدا

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف the arrow الجمعة سبتمبر 09, 2011 2:35 am

    جزاكي الله كل الخير والبركه


    بارك الله فيكي
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى السبت سبتمبر 10, 2011 10:16 am

    عاشقة الحب

    the arrow


    الف شكر مروركم الطيب

    بارك الله فيكم
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى السبت سبتمبر 10, 2011 12:02 pm

    الرحمة عند عمر صنو العدل , فلا يتحقق العدل إلا بها ولا تكون هناك رحمة إلا ومبتناها على العدل .

    نعم , كانت الرحمة من أبرز صفاته التى أسهمت فى قدرته على إقامة العدل على قواعد ثابتة.

    فما كان يقيم العدل إلا لأنه قوى يقهر الأقوياء بالحجة ووضوح المحبة .
    وما كان يرحم الضعفاء دون الأقوياء بل كانت رحمته للأقوياء والضعفاء على السواء.

    فالرحمة هى الإحسان فى أرقى درجاته إذا ماكان العدل رائدها والدافع إليها.

    يقول الله عز وجل Sad إن الله يأمر بالعدل والإحسان و إيتاء ذى القربى ةينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ) . فقد قرن الله فى الآية العدل بالإحسان , لأنه لا يستقيم إلا به .
    والروايات فى مظاهر الرحمة عند عمر لا تكاد تحصى .

    قالت أخته أم عبدالله بنت حنتمة : لما كنا نرتحل مهاجرين إلى الحبشة أقبل عمر حتى وقف على , وكنا وكنا نلقى منه البلاء والأذى والغلظة علينا , فقال لى : إنه الانطلاق يا أم عبدالله قلت : نعم , والله لنخرجن فى أرض الله , آذيتمونا وقهرتمونا , حتى يجعل الله لنا فرجا , فقال : صحبكم الله , ورأيت منه رقة لم أرها قط .


    ** كان رضى الله عنه يحب أباه حبا شديدا من أنه كان يتعبه ويشقيه .
    وقد حزن على أخيه زيد الذى استشهد فى معركة اليمامة حزنا شديدا , فما سرى عنه إلا رجل من الأعراب قد عزاه بكلمة ما أطيبها .


    ** لقد كان ودودا لأصدقائه , كما كان ودودا لأقربائه .
    كان إذا افترق عن صديقه وحال بينهما الليل اشتاق إلى طلوع الفجر ليلقاه فيلتزمه أو يعتنقه , لأن الصداقة فى نظره أخوة نسبية وأخوة إيمانية . فرب أخ لك لم تلده أمك , كما يقولون .
    ونحن نعلم أن الأخوة الإيمانية أعظم من الأخوة النسبية فى اثارها العاجلة والآجلة ,فالأخوة النسبية تنقطع بالموت , وقد يكون فى طريقها عقبات كئود وأحقاد وضغائن لأسباب كثيرة معروفة .
    أما الأخوة الإيمانية فإنها لا تنقطع ولا تزول ولا يعتريها الوهن ولا يكون فى طريقها إلا المودة والمحبة والإخلاص والتعاون على البر والتقوى والإيثار فى المواطن التى تقتضى الإيثار .
    والرحمة فى قلب عمر شعور جارف بالتبعة التى القيت على عاتقه وحس مرهف يحمله على تتبع أحوال الرعية والوقوف على أحوالهم والنظر الدءوب فى حوائجهم حتى يعطى كل ذى حق حقه من غير إبطاء ولا تقصير .

    ** كان رضى الله عنه يمشى ليلا فى المدينة يتحسس الأخبار ويتفقد الزوار من التجار وغيرهم , فينظر فى حوائجهم وربما يبيت فى حراستهم إذا اقتضى الأمر ذلك و معه من يعينه من خيرة أصحابه الذين كانوا لا يدخرون وسعا فى طاعته وخدمته والقيام بما يكلفهم من غير كلل ولا ملل , حسبه لله عز وجل .

    ** خرج يوما مع مولاه أسلم إلى مكان قريب من المدينة يقال له : صرار فأبصر نارا توقد , فقال : يا أسلم إنى أرى هاهنا ركبانا قصر بهم الليل والبرد -أى : حسبوا بسببهما عن مواصلة السفر - انطلق بنا إليهم
    فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم فإذا بامرأة مها صبيان وقدر منصوبة على نار , وصبيانها يتضاغون
    فقال عمر : السلام عليكم يا أهل الضوء وكره أن يقول : يا أصحاب النار
    فأجابته المرأة : وعليكم السلام , فقال : أأدنو ؟
    فقالت : ادن بخير أو دع . فدنا منها فقال : ما بالكم ؟
    قالت : قصر بنا الليل والبرد
    قال : وما بال هؤلاء الصبية يتضاغون ؟
    قالت : الجوع
    قال : وأى شىء فى هذا القدر ؟
    قالت : ماء أسكتهم به حتى يناموا ...والله بيننا وبين عمر !
    فقال : أى رحمك الله , وما يدرى عمر بكم ؟!
    فقالت : يتولى أمرنا ثم يغفل عنا ؟!
    فأقبل على فقال : انطلق بنا , فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق , فأخرج عدلا من دقيق وكبه من شحم وقال : احمله على , قلت : أنا أحمله عنك
    قال : أنت تحمل وزرى يوم القيامة ! لا أم لك !
    فحملته عليه فانطلق وانطلقت معه إليها نهرول , فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئا , فجعل يقول لها : ذرى على وأنا أحر لك
    وجعل ينفخ تحت القدر وكانت لحيته عظيمة فرأيت الدخان يخرج من خلالها حتى ظبخ لهم ثم أنزلها وأفرغ الحريرة فى صحفة وهو يقول لها : أطعميهم وأنا أسطح لهم -أى أبرده-ولم يزل حتى شبعوا وهى تقول له : جزاك الله خيرا , كنت بهذا الأمر أولى من عمر ..."

    والرحمة العمرية لا تقف عند حد إذا ما دعت الضرورة إليها حتى مع غير المسلمين.
    فمن ذلك أنه رأى شيخا ضريرا يسأل على باب , فلما علم أنه يهودى قال له : ما ألجاك إلى ما أرى ؟
    قال : أسال الجزية والحاجة والسن !
    فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فأعطاه ما يكفيه ساعتها وأرسل إلى خازن بيت المال يقول : انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم . إنما الصدقات للفقراء والمساكين من المسلمين وهذا من المساكين من أهل الكتاب ....ووضع عنه الجزية وعن ضربائه .
    إنه رحيم بطبعه , لكن الإسلام قد عمق جذور الرحمة فيه , فعمت جميع الرعية : مسلمين وغير مسلمين , تحقيقا لقوله تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ).

    وكانت رحمته بالحيوان لا تقل عن رحمته بالإنسان , لأن الرحمة كل لا يتجزأ وإن تفاوتت فى درجاتها من إنسان إلى إنسان .

    **كان عمر رضى الله عنه رجلا غيورا , شأنه فى ذلك شأن كل عربى بوجه عام وكل مسلم بوجه خاص , لكنه قد فاق فيها الكثير من قرنائه وذلك راجع إلى عدله ورحمته وحبه لمحارمه ولإخوانه من المؤمنين .
    فالعدل صفة تأبى الضيم , وتتنافى مع الإهمال والتفريط فى أى حق من الحقوق وفى أى حرمة من الحرمات .
    وقد اشتهر عمر بالغيرة لمواقف كثيرة عرفت عنه ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم شهد له بذلك فأصبحت الغيرة من العلامات الدالة عليه ومن الألقاب التى وسم بها حتى كادت تكون مفتاحا لشخصيته .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله غيور يحب الغيور وإن عمر غيور "
    وتحدث إلى صحبه يوما وعمر فيهم فقال : " بينما أنا نائم رأيتنى فى الجنة , فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر . فقلت : لمن هذا القصر ؟
    فقالوا : لعمر , فذكرت غيرته فوليت مدبرا "
    فبكى عمر وقال كالمعتذر : أعليك أغار يارسول الله !!.

    حسبك من غيرته أنه هو الذى أشار على النبى صلى الله عليه وسلم بحجاب أمهات المؤمنين وكان يرى إحداهن فى الظلام ذاهبة لبعض شأنها فيقول لها : عرفتك يا فلانة ! ليريها أنها فى حاجة إلى مزيد من التحجب .

    **وماكان عمر رضى الله عنه يغار من أحد له من النعمة ماليس عنده ولكنه كان يغار للحق فى ذاته .
    وكان رضى الله عنه يحب أن يعرف الشر كما يحب أن يعرف الخير وكان يقول فى ذلك :أعرف الشر لا للشر ولكن لتوقعه ومن لا يعرف الشر يقع فيه .

    إنه رجل أخذ على عاتقه أن ينصف الناس جميعا من نفسه, فلا غرو أن يكون بحاثا عن الشر فى مكامنه ليقضى عليه فى أوائله قبل أن يستفحل خطوه ويعاقب الأشرار حتى يندحروا عن الأخيار وينسحبوا من ساحة الجرائم ويبتعدوا عن مواطنها , فالعقوبة -كما يقول علماء الأجتماع - لا تنصب على المجرم وحده , بل تنصب على الجريمة نفسها .

    وقد وضع عمر حدا لتصرفاته بين الدهاء المحمود والدهاء المذموم أو بين الفهم الصحيح والخبث القبيح فهناك فطنة تسىء الظن بالناس احيانا لأنها تميز الشر من الخير كأحسن ما يكون التمييز وهناك فطنة تسىء الظن بالناس من غير أن تميز بين ما يصدر عنهم من شر وخير .
    فالفطنة الأولى فراسة محمودة لا تنخدع بالأقوال المعسولة ولا بالمظاهر الراقة .
    والفطنة الثانية همها منحصر فى الخداع والمكر والظن السيىء .


    ** إن مفتاح شخصية عمر هى الجندية فى صفتها المثلى وهى الشجاعة والحزم والصراحة والخشونة والغيرة على الشرف , والنجدة والنخوة والنظام والطاعة وتقدير الواجب والإيمان بالحق وحب الإنجاز فى حدود التبعات أو المسئوليات .
    هذه الخصائص قد تجمعت بعد ألوف السنين من تجارب الأمم فى تعبئة الجيوش , حتى عرف الناس أخيرا انها لازمة للجندى فى أمثل حالاته ,فما من خصيصة منها يستغنى عنها الجندى الكامل , الذى تجمل بأجمل صفاته وألزمها لتحقيق وجوده .
    هذه الخصائص كلها واضحة فى عمر , ظاهرة فى أقوله وأفعاله وسياسته فى خلافته , بل وفى سياسته قبل الخلافة, فقد كان رضى الله عنه قويا فى اتخاذ القرار شجاعا فى تنفيذه, ينظر إلى الأمام ولا ينظر إلى الخلف إلا بقدر ما تدعو إليه الضرورة .




    للحديث باقية ....
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الأحد سبتمبر 11, 2011 12:18 pm

    لقد كان النظام خلقا اصيلا فى طبيعة عمر فى كل ما يأتى وما يذر ,فلا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا وضع لها نظاما يجعلها فى غاية الحسن ما استطاع إلى ذلك سبيلا , سواء كان ذلك فى أمر من أمور الدين أم شأن من شئون الدنيا .


    كان عمر رضى الله عنه يقف على الطريق إلى السوق أو إلى المسجد وينذر من يخالف النظام أو يعوق المارة بالعقوبة إن تمادى فى ذلك ,وربما ضربه بالدرة إن كان يؤذى الناس بما معه من بضاعة تسد الطريق أو تضيقه على المارة وكان يعلم الولاة الأدب فى مجالسهم فيكتب لهم بما ينبغى عليهم أن يلتزموه .



    **كان رضى الله عنه طبيبا يشخص الداء ويصف الدواء وإن شئت قلت : إنه كان حكيما يعالج العقل والجسم معا .
    كان رضى الله عنه يقول : " إياكم والسمنة فإنها عقلة " .
    وكان يقول : " إياكم والبطنة , فإنها مكسلة عن الصلاة ومفسدة للجسم ومؤيدة إلى السقم وعليكم بالقصد فى قوتكم فهو أبعد من السرف وأصح للبدن وأقوى على العبادة " .
    وكان يأمر بالجد ويحذر من المهازل , لأن من كثر ضحكه قلت هيبته ومن كثر سقطه قل روعه ,وكان يمشى شديد الوطء على الأرض وكان يأمر بتعلم الرماية والسباحة والفروسية والمصارعة وكل رياضة يتدرب عليها الجندى وتتهذب بها الأبدان والأخلاق .

    **كان عمر رضى الله عنه يحذر تحذيرا شديدا من الإفتاء فى دين الله بغير علم خضوعا للهوى أو أخذا بالظن والشبهة , لأنه كان يخشى كل الخشية أن يتجرأ الناس على ما حرم الله ,فيأتونه متعللين بعلل فيها الزيغ والانحراف ويفتحون على العوام بابا من الهوس الفكرى لا يغلق بعد ذلك ابدا ,فكان رضى الله عنه يقطع اللجاجة وينهض بالحجة على كل ذى خلاف كلما اشتجر الخلاف .


    **خطب يوما فى الناس يدعوهم إلى القصد فى المهور وعدم الغلو فيها , فقالت امرأة عجوز : يعطينا الله وتمنعنا يا عمر !! ليس هذا إليك - أى : لاحق لك فيه - واستدلت بقوله تعالى : (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا )
    فقال : كل الناس أفقه منك يا عمر
    إنه تواضع العظماء والمرأة لم تكن مصيبة فى نظرى بل كان هو المصيب لأنها استدلت بالآية فى غير موضعها فإن الله عز وجل نهى الرجال أن يأخذوا ما أعطوه لنسائهم إذا أرادوا تطليقهن واستبدالهن بأزواج أخريات ولو كان بالغا ما بلغ .
    واستدل عمر على ما ذهب إليه بنهى الرسول صل الله عليه وسلم عن التغالى فى المهور وبعموم قوله تعالى : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) .
    وكان من المتبادر أن يناقشها فيما ذهبت إليه أو يسكتها أو يسكت عنها ويمضى فى حديثه ولكنه أراد ألا يقطع لسانها عن رأى تريد أن تعبر عنه , وألا يقلل من شجاعتها الأدبية وألا يمنع غيرها من أن يفعل فعلها فإن الحاكم الحكيم هو الذى يتيح لكل فرد أن يقول كلمته وهو لا يخشى على نفسه من التسفيه أو الملامة وأن يعبر عما يمليه عليه ضميره متحريا فى ذلك الوقت المناسب والأسلوب المهذب .
    يا لها من حكمة عمرية وسياسة تربوية تشحذ العزائم وتستنهض الهمم وتستلهم الرشد من أهل الرشد بالسؤال أو بالاعتراض , أو بأى طريقة من الطرق التى يكون بها التعبير .
    إن عمر رضى الله عنه قد أسس الدولة الإسلامية بعد أن أرسى قواعدها رسول الله صل الله عليه وسلم وخليفته من بعده .
    أسسها أولا على الأخلاق والمثل العليا تأسيسا يفتقر الناس إليه فى هذا العصر أكثر من أى وقت مضى .

    لقد تحقق ذلك كله فى عصر عمر وامتدت الفتوحات الإسلامية فى الشرق والغرب وفتحت على يديه بلاد فارس والروم وامتلأ بيت المال وعاش الناس فى ظل العدل والرحمة والإخاء حتى قضى الله أمرا كان مفعولا .


    **خلاصة القول فيه أنه إنسان قد تجسدت فيه معانى الإنسانية ورجل قد اكتملت فيه معالم الرجولة وجندى قد سمت به جنديته إلى المعالى حتى قيل إنه لا شىء منها لم يبلغه عمر .
    إنه خلاصة الخلاصة من أصحاب النبى صل الله عليه وسلم بلا منازع أحبه الناس على اختلاف درجاتهم وشهد له أعداؤه بالنبل والفضل على كره منهم والفضل ما شهدت به الأعداء.
    ومضت الأيام سراعا بخيرها وشرها حتى جاء أمر الله الذى لا مرد له فقبضه الله إليه وألحقه برفيقيه رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وصاحبه الصديق رضى الله عنه وأرضاه.
    ففزع الناس لموته وحزنوا حزنا شديدا وأيقنوا أنهم لن يجدوا خليفة مثله فى العدل والرحمة وحسن التدبير وسلامة القصد فى جميع الأمور ,وتوقعوا أن يصاب الناس بعده بفتن تموج موج البحر لأنه كان هو الباب الذى أغلقه الله فى وجهها فإذا ما فتح أو كسر فقد حان حينها واندلعت نارها فقد أخبر الرسول صل الله عليه وسلم أن الفتن تظهر بعده فتنسل الواحدة بعد الأخرى كما ينسل الحصير عودا عودا وأن دونها بابا يكسر وأن الباب عمر .

    ** شاء الله عز وجل أن يموت عمر الفاروق شهيدا بيد غلام مجوسى فقد طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبه ثلاث طعنات أو أكثر وهو يصلى صلاة الصبح بأصحابه فاستخلف عبدالرحمن بن عوف ليتم الصلاة بالناس وخر على الأرض مغشيا عليه وحمل بعد الصلاة إلى داره والدم يسيل من جراحاته -وذلك قبل طلوع الشمس - فكان يفيق تارة ويغمى عليه تارة أخرى فإذا ذكروه بالصلاة أفاق وقال : نعم , ولا حظ فى الإسلام لمن تركها .
    وقد سأل عمن قتله من هو ؟ فقالوا له : هو أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة . فقال الحمد لله الذى لم يجعل منيتى بيد رجل يدعى الإسلام .
    وكان عمر - رضى الله عنه -لايأذن لمشرك بالغ أن يدخل المدينة حذرا من أن يؤذى مسلما أو يفشى سرا أو يدبر فتنة ونحو ذلك مما يسىء إلى المسلمين ولكن المغيرة بن شعبة أغراه بدخول هذا الغلام المنحوس بأنه يجيد كثيرا من الصنائع التى تنفع الناس فهو حداد نقاش نجار فأذن له عمر بعد إلحاح وهو لا يطمئن إليه وكأنه يرى ببصيرته أن هذا الغلام سيفعل به شيئا .
    ويروى المؤرخون أن عمر رأى فى منامه كأن ديكا أحمر نقره ثلاث نقرات فأولها بأن أعجميا سيطعنه ثلاث طعنات فكان كما قال ,ورؤيا المؤمن تجىء كفلق الصبح .
    ومن عجيب أمر عمر أنه دعا هذا الغلام يوما فقال له لقد بلغنى أنك تحسن عمل رحا تدور بالهواء فقال أبو لؤلؤة : أما والله لأعملن لك رحا يتحدث عنها الناس فى المشارق والمغارب .
    فقال عمر : لقد توعدنى العبد آنفا .
    فنظر كيف أدرك عمر من مقالة هذا العبد أنه يتوعده ويضمر له السوء ويخفى فى نفسه ما الله مبديه .
    إنها -والله-فراسة لا تخطىء وذكاء لا يحد بحد .
    وقد كان رضى الله عنه يتمنى أن يموت شهيدا فى مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم فقد ثبت فى الصحيح أنه كان يقول فى دعائه : اللهم إنى أسألك شهادة فى سبيلك وموتا فى بلد رسولك .
    وكان طعنه فى اليوم السادس والعشرين من ذى الحجة من السنة الثالثة والعشرين من الهجرة.
    ومات من هذه الطعنات فجهز ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين ودفن مع رسول الله صل الله عليه وسلم وخليفته أبى بكر بإذن من عائشة وقد مات رضى الله عنه عن عمر جاوز الثالثة والستين بقليل على أرجح الأقوال ودامت خلافته عشر سنين وخمسة أشهر وواحدا وعشرين يوما كما ذكر ابن كثير وغيره .
    وقد ولى الخلافة بعده عثمان رضى الله عنه -فى آخر ليلة من ذى الحجة فما دفن عمر إلا وهو خليفة على المسلمين.
    وقد اختار عمر رضى الله عنه ستة رجال جعل الشورة فيهم فى اختيار خليفة منهم.
    وهم : على بن أبى طالب , وعثمان بن عفان , وعبد الرحمن بن عوف , وسعد بن أبى وقاص , والزبير بن العوام , وطلحة بن عبيد الله .
    ولم يشأ عمر رضى الله عنه أن يختار واحدا منهم كما فعل أبو بكر لكى يتحمل هؤلاء العبء معه فى هذا الأمر الجلل , ولأن الظروف كانت تقتضى ذلك , وما فعل هذا إلا بعد أن استشار كبار الصحابة واستخار الله .

    رضى الله عنه وأرضاه



    أنتظروا الشخصية القادمة
    ""عثمان بن عفان ""
    رضوان الله عليه
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الأحد سبتمبر 18, 2011 12:15 pm

    3- ذو النورين



    عثمان بن عفان




    نحن الآن أمام رجل حليم كريم رحيم حيى سخى ,عقول رشيد , أحبه الله ورسوله وأحبه المسلمون

    إنه ذو النورين عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ,كان أبوه تاجرا واسع التجارة وكان يحمل قوافله إلى الشام على دأب الأكثرين من تجار بنى أمية وفى إحدى هذه الرحلات التجارية مات عن ثروة عظيمة وترك ابنه بين الصبا والشباب .

    وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها البيضاء بنت عبد المطلب - عمة النبى عليه السلام .

    وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام , يروى فى سبب إسلامه أن أبا بكر شرح له قواعد الإسلام وهداية الدين الجديد , وأنس منه خشوعا وتفكيرا , فقال له : ويحك يا عثمان , والله إنك لرجل ما يخفى عليه الباطل ما هذه الأوثان التى تعبدها وقومك ؟! أليست حجارة لاتسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ؟!
    فراجع نفسه وقال : بلى والله إنها كذلك
    فدعاه أبو بكر إلى لقاء النبى صل الله عليه وسلم
    فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم : "يا عثمان ,أجب الله إلى جنته"
    قال عثمان : فوالله ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ,ثم لم ألبث أن تزوجت رقية .
    وقد غضب قومه من إسلامه غضبا شديدا ولقى منهم أذى كثيرا فقد أوثقه عمه الحكم بن أبى العاص وعذبه عذابا مؤلما وأقسم ألا يفك وثاقه إلا بعد أن يرجع إلى دين آبائه فأقسم عثمان رضى الله عنه أن لا يدع دين الإسلام أبدا بعد أن ملك عليه شغاف قلبه وصبر على العذاب حتى يئس منه عمه فخلى سبيله .

    وقد كان رضى الله عنه نقى السريرة حميد السيرة يألف الناس ويألفونه ويجدون فيه صفاء الروح ولين الجانب وسلامة الفطرة وحسن الحديث وبواءة الصدر من الحقد والحسد والضغينة وسائر ما يعكر صفو الإيمان .
    كانت هذه الصفات معروفة لدى معاصريه , ولكن كانت هناك صفتان من بين هذه الصفات قد اشتهر بهما وهما الجمال والحياء .
    يروى المؤرخون أنه ربعة لا بالقصير ولا بالطويل , حسن الوجه مشرف الأنف , رقيق البشرة أسمر اللون , به صلع مع طول فى لحيته وغزارة فى عارضيه .
    وكان خفيف الجسم ولكنه لم يكن بضعيفه ولا معروقه بل كان ضخم الكراديس بعيد ما بين المنكبين.
    أما حياؤه فحدث عنه ولا حرج فقد كان أشد حياء من العذراء فى خدرها كما يقول أصحاب السير وكما كان يستحى ,كان يستحيا منه.

    وروت عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان جالسا كاشفا فخذه فاستأذن عليه أبو بكر فأذن له وهو على حاله واستأذن عليه عمر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عليه عثمان فأرخى عليه ثيابه .
    فلما قاموا قالت عائشة : يارسول الله استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لهما وأنت على حالك فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك!
    فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :" يا عائشة ألا نستحى من رجل الله والملائكة تستحى منه" . أو قال :"ألا أستحى ممن تستحى منه الملائكة "
    وفى رواية أن عائشة قالت : يارسول الله ,ما لى لا أراك فزعت لأبى بكر وعمر كما فزعت لعثمان ؟!
    فكان جوابه صل الله عليه وسلم : " إن عثمان رجل حيى ,فإنى خشيت إن أذنت له على تلك الحالة ألا يبلغ إلى حاجته ".


    **وإذا استعرضنا سيرة عثمان رضى الله عنه منذ أسلم إلى أن لقى ربه عز وجل ,لوجدنا أننا أمام رجل قد جمع المكارم كلها فقد هاجر هو وزوجته رقية إلى الحبشة ,فرارا من التعذيب بإذن من النبى صل الله عليه وسلم ثم هاجر إلى المدينة فلازم النبى صل الله عليه وسلم طوال حياته ملازمة الصهر لصهره والخادم لمخدومه والجندى لقائده فشهد معه الغزوات كلها إلا غزوة بدر فإنه قد تخلف عنها بإذن من النبى صل الله عليه وسلم لتمريض زوجته رقية رضى الله عنها فماتت يوم جاء البشير بالنصر
    وقيل : إنه تخلف عنها لأنه أصيب بالجدرى قبل الخروج إليها فحال مرضه ومرض زوجته دون الخروج مع من خرج إليها .
    وقد حزن حزنا شديدا على وفاة زوجته وانقطاع صلة المصاهرة بينه وبين خير خلق الله عليه الصلاة والسلام ,فواساه النبى عليه الصلاة والسلام وزوجه بابنته الأخرى , أم كلثوم لحرصه عليه الصلاة والسلام على مصاهرته ودوام عشرته .
    وقد قيل : ما تزوج رجل من ابنتين لنبى من الأنبياء إلا عثمان.
    ولما ماتت أم كلثوم حزن عليها حزنا أشد من حزنه على رقية ,لأنه تأكد من انقطاع صلة المصاهرة بينه وبين الرسول صل الله عليه وسلم إذ ليس له من يزوجه إياها .
    وكأن الرسول صل الله عليه وسلم اطلع على ما فى قلبه - فشاركه حزنه وواساه بقوله : "لو أن لنا ثالثة لزوجناك "
    وقد لقب بذى النورين لزواجه من ابنتيه صل الله عليه وسلم على المشهور من أقوال العلماء .
    ويقال : إنه سمى بذلك , لأن النبى صل الله عليه وسلم قال : "فيه نور أهل السماء ومصباح أهل الأرض ".
    وترك عثمان تجارته الواسعة لمن يتولاها عنه من وكلائه وذوى قرباه وجعل بيته بيتا لمال المسلمين قبل أن يكون للدولة الإسلامية بيت مال ,فلم يتطلب عمل الرسالة مددا من زاد السلم أو الحرب إلا نهض به عثمان وحده أو كان أول ناهض به مع القادرين على بذل المال فى هذا السبيل .


    **لما ندب النبى صل الله عليه وسلم المسلمين لغزوة تبوك لم يكن عندهم من المال ما يقوم بنفقاتها لبعد شقتها واشتداد القيظ فى وقت الخروج إليها فتكفل عثمان وحده بثلث نفقاتها وتبرع للمجاهدين بالمطايا والأطعمة وجاء بألف دينار فى كمه فنثرها فى حجر الرسول صل الله عليه وسلم وكرر ذلك غير مرة على ما جاء فى جمهرة الأخبار .
    واشترى ارضا ليزيدها فى بناء المسجد بذل فيها عشرين ألف درهم أو خمسة وعشرين ألفا ولم يقصر عن معونة يستطيعها فى عسرة أو مجاعة مدعوا إلى ذلك أو ملبيا من نفسه داعية النجدة والسماحة فلم يضارعه فى سخائه من أقرانه أحد ,وكان بحق أسخى الأغنياء وأغنى الأسخياء .
    للحديث باقية .....
    واثق الخطوة
    واثق الخطوة
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    ذكر
    عدد المساهمات : 4048
    نقاط : 5291
    تاريخ التسجيل : 25/02/2010
    المزاج : رايق

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف واثق الخطوة الأحد سبتمبر 18, 2011 3:02 pm

    الله اكبر ما شاء الله يا اختي الغاليه رفعت يدي هنا

    في المدينه المنوره وادعو ان يبارك الله فيكي

    وان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك


    الاخت الفاضله التي كتبت الاربعين حديثا . اختارت لنا

    افضل المواضيع الى قلوبنا جميعا


    منتظر بكل شغف وعلى احر من الجمر للبقيه يا اختي الغاليه
    the arrow
    the arrow
    مشرف
    مشرف


    رقم العضوية : 20
    ذكر
    عدد المساهمات : 725
    نقاط : 1933
    تاريخ التسجيل : 08/06/2011
    المزاج : هادئ جدا

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف the arrow الأحد سبتمبر 18, 2011 10:01 pm

    بارك الله فيكي

    وجراكي الله كل خير
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 11:09 am

    واثق الخطوة كتب:الله اكبر ما شاء الله يا اختي الغاليه رفعت يدي هنا

    في المدينه المنوره وادعو ان يبارك الله فيكي

    وان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك


    الاخت الفاضله التي كتبت الاربعين حديثا . اختارت لنا

    افضل المواضيع الى قلوبنا جميعا


    منتظر بكل شغف وعلى احر من الجمر للبقيه يا اختي الغاليه



    واثق الخطوة

    كل كلام الشكر لا يكفى ليوفيك حقك

    مليون شكر على الدعوة الطيبة اخى الغالى

    دام مرورك الكريم

    بارك الله فيك
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 11:11 am

    the arrow كتب:بارك الله فيكي

    وجراكي الله كل خير



    الف شكر يا اخ علاء

    دام مرورك الطيب

    جزاك الله خيرا
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 12:16 pm

    توفى رسول الله صل الله عليه وسلم وهو عنه راض وبشره بالجنة
    جاء فى كتاب "" الرياض النضرة فى مناقب العشرة "" عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " إن عثمان بن عفان أشبه الناس بى خلقا وخلقا ودينا وسمتا وهو ذو النورين زوجته ابنتى وهو معى فى الجنة كهاتين وحرك السبابة والوسطى "

    ولما ولى أبو بكر الخلافة لازمه عثمان رضى الله عنه وكان له جنديا يأمره فيطيع وكان أبو بكر يعرف فيه الحزم والعزم وحسن التدبير فاتخذه مستشارا له وأمينا لسره فلم يكن أحد أقرب إليه من عمر إلا هو .
    انظر إليه وهو عند سرير أبى بكر رضى الله عنه وقد حضرته الوفاة وهو يملى عليه وصيته فيكتب وقد غشى على الخليفة عند قوله :" استخلفت بعدى ..., فلما أفاق سأله : من كتبت ؟ قال : عمر .. كتبها وهو يعلم أنه لا يعدو بها نية الخليفة المحتضر فإن أفاق أتم عهده كما أراد , وإن ذهب فى تلك الغشية بطلت اللجاجة فيما أراد وانسد باب الفتنة والخلاف .

    كان عثمان ممن بفى معه ولازمه مدة خلافته وأخذ عمر برأيه ومشورته فى كثير من الأمور ولما طعن عمر وأشرف على الموت جعله فى مجلس الشورى , كما تقدم عند الكلام عنه , فوقع اجتيارهم عليه , فلبث فى الخلافة نحو أحد عشر سنة يعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صل الله عليه وسلم ويسوس المسلمين سياسة فيها حزم وفيها لين .
    ولقد مرت خلافته بظروف صعبة وسط أهواء جامحة وتيارات منحرفة وتنافس شديد بين الأقران من هنا وهناك , فقد ابتلى فى أول خلافته بولاة غاوين يعملون للدنيا أكثر مما يعملون للأخرة ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وإن كانوا قلة فى بادىء الأمر .
    وكان هنا وهناك ثورات وفتن قد أطلت برأسها وهددت الدولة الإسلامية بالانهيار لولا كفاءة عثمان فى إداة شئون الدولة وأخذه الحيطة والحذر من خطر هذه الفتن والثورات وإعداده العدة لقتال من خرج عن الإسلام أو نقض العهد الذى بينه وبين المسلمين .


    لقد كانت محنة كمحنة الردة أو أكبر منها فى اتساع ميادينها وتباعد أطرافها , إلا أن عثمان رضى الله عنه كان كفئا لها - كما أشرنا - فقد عالج المشكلات التى فاجأته فى حينها كأحسن ما يكون العلاج فى تلك الآونة وذلك فى عزم وسداد وسرعة وأناة ورفق فى سياسة الأولياء والخصوم .

    ** لم تشغله الفتوحات على اتساعها عن المحافظة على كتاب الله تعالى قراءة وكتابة , وكأنه كان مع أبى بكر على موعد , فأبو بكر لم تشغله حروب الردة على اتساعها عن جمع المصحف من صدور الرجال ومما كتبوه بأيديهم على سعف النخل والرقاع والعظم وغيرها .
    وجاء عثمان فجمع الناس على مصحف واحد بعد أن سمع أن المسلمين فى البلاد المفتوحة وغير المفتوحة يختلفون كثيرا فى قراءة القرآن .
    وقد جاء حذيفة بن اليمان من أرمينية فلم يدخل بيته حتى أتى الخليفة فقال له : أدرك الناس يا أمير المؤمنين قبل أن يختلفوا فى الكتاب .
    فلم يتوان عثمان بقية يومه وأرسل إلى حفصة بنت عمر رضى الله عنهما يطلب النسخة التى أودعها أبوها عندها قبيل وفاته وقبل أن ينتخب الخليفة بعده وأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها ثم عارضها على ما يحفظه - وهو يحفظ القرآن كله - وعارضها على ما يحفظه سائر الصحابة فخلصت له النسخة المتفق على قراءتها وترتيب آياتها فلم يحجم بعد ذلك عن أمر كان غيره خليفا أن يهابه .
    فأمر بعد حصول هذه النسخة لديه بإبادة كل ما عداها إحراقا ومحوا وأخذ العسب واللخاف والجلود التى اختلفت ولم تجتمع على ترتيب فدفنها بين القبر والمنبر وأرسل من المصحف - لما جمعه - نسخا إلى الأمصار يعتمدونها ولا يقرؤون فى غيرها .
    وكان رضى الله عنه من حفاظ القرآن الكريم ومن كتاب الوحى وكان على علم واسع بتفسير القرآن والأحاديث النبوية وكان من أهل الرواية فقد ذكر أهل الحديث أنه روى عن النبى صل الله عليه وسلم قرابة مائة وخمسين حديثا .
    وكان رضى الله عنه على علم بمعارف العرب فى الجاهلية ومنها الأنساب والأمثال وأخبار الأيام.
    وساح فى الأرض شرقا وغربا فرحل إلى الشام واليمن والحبشة وغيرها من البلدان وعاشر اقواما من غير العرب فعرف من أطوارهم وأحوالهم ما ليس يعرفه كل عربى فى بلاده .
    وقيل إنه كان يحفظ الكثير من الشعر وينظم بعض الأبيات فى بعض المواقف .
    وكان حديثه متعة للآذان والقلوب لأنه كان ينطق بالحكمة عن خبرة وتجربة ولا يقول إلا الحق لهذا أحبه جلساؤه .

    لقد كان رضى الله عنه خليفة علم من بعده فنون الخلافة وقواعدها وآدابها ولكن الأحداث لم تكن فى صالحة فى أواخر خلافته .
    فقد هب الغوغاء من الكوفة والبصرة ومصر فى وجهه وثاروا عليه وجاءوا إلى المدينة وحاصروا داره وطلبوا منه أن يعزل الولاة ويولى غيرهم أو يعزل نفسه ويتخلى عن الخلافة لعلى بن أبى طالب أو لعبدالرحمن بن عوف فأبى عليهم فاقتحموا عليه الدار وقتلوه وهو يقرأ من سورة البقرة قوله تعالى : ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) فكفاه شرهم وشر من وراءهم بقبض روحه إليه شهيدا مع الشهداء بعد أن أدى واجبه بإخلاص وشرف وبطولة .




    رضوان الله عليه وعلى الشهداء أجمعين .




    أنتظروا الشخصية القادمة ...
    "" على بن أبى طالب ""
    رضوان الله عليه
    صمتى لغتى
    صمتى لغتى
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 354
    انثى
    عدد المساهمات : 1935
    نقاط : 2647
    تاريخ التسجيل : 27/05/2011

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف صمتى لغتى الأربعاء سبتمبر 21, 2011 10:31 am

    4- أبو الحسنين


    على بن أبى طالب



    أصحاب النبى صل الله عليه وسلم كالنجوم الزاهرة والكواكب النيرة ,إذا نظرت فى كل جانب من جوانب سيرهم -رأيت فيه شعاعا قد اقتحم قلبك وملك عليك مشاعرك ووجدت فيه ما يهديك إلى رشد تنتظره ويدفعك إلى خير ترجوه .


    وقد تكلمنا عن أول رجل استقبل الإسلام بعقله وقلبه وروحه وكيانه كله وصدق الله فيما عاهده عليه حتى قضى نحبه وبلغ المنزل الذى أراده الله له
    فإذا كان أبو بكر رضى الله عنه أول من أسلم من الرجال ,فعلى رضى الله عنه هو أول من أسلم من الصبيان .

    من هو هذا الصبى الذى بلغ ما بلغ من سمو النفس ورجاحة العقل وسلامة القلب وفصاحة اللسان وغزارة العلم وقوة الحجة؟
    إنه على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .
    وأمه : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف .
    وقيل : إن اسمه الذى اختارته له أمه : حيدرة باسم أبيها أسد-والحيدرة هو الأسد - ثم غيره أبوه فسماه عليا وبه عرف واشتهر .
    وكان على أصغر أبناء أبويه وأكبر منه جعفر وعقيل وطالب وبين كل منهم وأخيه عشر سنين .
    قيل :إن عقيلا كان أحب هؤلاء الإخوة إلى أبيه فلما أصاب القحط قريشا وأهاب رسول الله صل الله عليه وسلم بعميه حمزة والعباس أن يحملوا ثقل أبى طالب فى تلك الأزمة - جاءوه وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم فقال : دعوا لى عقيلا وخذوا من شئتم , فأخذ حمزة جعفرا وأخذ النبى صل الله عليه وسلم عليا كما هو مشهور فوجد على رضى الله عنه فى هذا البيت الذى آواه -جوا روحانيا لم يجده فى بيت أبيه ولا فى بيوت أعمامه ولا فى سائر البيوت التى يعرفها فقد كان محمد صل الله عليه وسلم يتعبد فى الغار الليالى ذوات العدد على دين أبيه إبراهيم عليه السلام .
    ورأى خديجة رضى الله عنها تزوده بما يكفيه من الطعام والماء وتمشى معه مودعة حتى يغيب عن ناظريها فى أعلى الجبل ثم تعود فى سكينة ووقار إلى بيتها .
    ولعلها كانت تشاركه العبادة لما علمت من ابن عمها من أن إبراهيم عليه السلام كان نبيا مرسلا يعبد الله فى تبتل وانقطاع ويدعو إل توحيده أمته التى كانت تعبد الأصنام والكواكب من دون الله .
    فلم يجد على رضى الله عنه بدا من مشاركتهما فى العبادة وهى تتمثل فى التسبيح والتحميد والتكبير ونحو ذلك من الذكر.


    من المعلوم لدى أصحاب التواريخ والسير -أن عليا رضى الله عنه لم يسجد لصنم قط ولم يرض لأحد أن يعبدها ,شأنه فى ذلك شأن أبى بكر رضى الله عنه .

    ونشأ رضى الله عنه فى البيت النبوى ينعم بحنان ابن عمه صل الله عليه وسلم وحنان خديجة رضى الله عنها وهى امرأة حفظ التاريخ لها مروءتها وكرمها وظرفها وصفاء روحها ونقاء سريرتها وعرف لها أصحاب النبى صل الله عليه وسلم فضلها فأحبوها حب الأبناء لأمهاتهم .
    وقد أكسبته هذه الفترة التى عاشها فى هذا البيت من الصفات الخلقية ما تكونت بها شخصيته الفتية القوية التى لا تدين إلا لله ولا تنصر إلا الحق ولا تسعى إلا فى خير .
    شخصية طبعت على الحب والرحمة والعفو والصفح والحلم والسخاء وسائر الشمائل التى كان قدوته فيها محمد صل الله عليه وسلم .
    فهو اولا هاشمى له صفات بنى هاشم :أهل الكرم والنجدة وسواس الحوم وسدنته .
    وهو من هو فى تكوينه العقلى والجسمى فقد كان مكين البنيان فى الشباب والكهولة حافظا لتكوينه المكين حتى ناهز الستين.
    وتدل أخباره - كما تدل صفاته - على قوة جسدية بالغة فى المكانة والصلابة على العوارض والآفات فربما رفع الفارس بيده فجلد به الأرض غير جاهد ولا حافل ويمسك بذراع الرجل فكأنه أمسك بنفسه فلا يستطيع أن يتنفس واشتهر عنه أنه لم يصارع أحدا إلا صرعه ولم يبارز أحدا إلا قتله وقد يزحزح الحجر الضخم لا يزحزحه إلا رجال ويحمل الباب الكبير يعيا بقلبه الأشداء ويصيح الصيحة فتنخلع لها قلوب الشجعان.
    ومن متانة تركيبه رضى الله عنه أنه كان لا يبالى الحر والبرد ولا يحفى بالطوارىء الجوية فى صيف ولا شتاء فكان يلبس ثياب الصيف فى الشتاء وثياب الشتاء فى الصيف وسئل فى ذلك فقال :"إن رسول الله صل الله عليه وسلم بعث إلى وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت : يارسول الله إنى أرمد العين فقال : اللهم , أذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ ".
    وكانت بجانب قوته الجسمية قوة روحية جعلته لا يهاب الموت ولا يتخلف عن ساحات القتال إذا ما دعا الداعى :حى على الجهاد وما كان يحجم عن بطل من أقرانه يطلب مبارزته فى أى وقت من الأوقات .
    وكان رضى الله عنه مع شجاعته وقوته لا يبدأ أحدا قط بقتال وله مندوحة عنه .كان يقول لابنه الحسن : لا تدعون إلى مبارزة فإن دعيت إليها فأجب فإن الداعى إليها باغ والباغى مصروع .

    اما مروءته فكانت أندر بين ذوى المروءة من شجاعته بين الشجعان , فأبى على جنده - وهم ناقمون - أن يقتلوا مدبرا أو يجهزوا على جريح أو يكشفوا سترا أو يأخذوا مالا .


    وأخبار الرواة عن سماحته أحاديث كثيرة متواترة منها : أنه أوصى أتباعه ألا يقاتلوا الخوارج وهم الذين قاتلوه فى مواطن كثيرة وأفسدوا عليه أمره وحكموا بكفره وكانوا شرا عليه من معاوية وجنده لأنه رآهم مخلصين وإن كانوا مخطئين وعلى خطئهم مصرين .



    للحديث باقية....
    واثق الخطوة
    واثق الخطوة
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    ذكر
    عدد المساهمات : 4048
    نقاط : 5291
    تاريخ التسجيل : 25/02/2010
    المزاج : رايق

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف واثق الخطوة الأربعاء سبتمبر 21, 2011 11:02 am

    قرأت قصه عثمان بن عفان رضي الله عنه

    والآن اقرأ بمعتن شديد قصه على بن ابي طالب كرم الله وجهه


    لان هذه القصه تعبر نقطه مهمه في تاريخ الاسلام

    حيث جاء على آثارها الشيعه لعنهم الله


    اللذين ظهروا انصار للحسين . والى وقتنا هذا


    نعاني منهم عناء شديدا ولكن ليس بعد سنه رسول


    الله صلى الله عليه وسلم اي اتجاه آخر يستطيع ان ينتصر



    حبيبي يا رسول الله


    لذلك انا اقرأ قصه ابو الحسنين كرم الله وجهه



    بتمعن شديد جدا.


    وبارك الله في اختنا الغاليه صاحبت الانامل المباركه


    ان شاء الله .
    لمار
    لمار
    مديرة الموقع
    مديرة الموقع


    رقم العضوية : 113
    انثى
    عدد المساهمات : 3131
    نقاط : 3668
    تاريخ التسجيل : 25/06/2010
    الموقع : بين غياهب النسيان
    المزاج : بنشكر الله

    بطاقة الشخصية
    واثق الخطوة:
    ليالى:
    نهاية الم:

    رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة Empty رد: رجال أحبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

    مُساهمة من طرف لمار الخميس سبتمبر 22, 2011 12:06 am

    بارك الله في جهودك اخت منار

    رضي الله عنهم وارضاهم

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 12:12 pm