باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله وأن المعرفة فعل القلب لقول الله تعالى
ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم
قوله : ( باب قول النبي صلى الله عليه وسلم )
هو مضاف بلا تردد .
قوله : ( أنا أعلمكم )
كذا في رواية أبي ذر , وهو لفظ الحديث الذي أورده في جميع طرقه . وفي رواية الأصيلي " أعرفكم " وكأنه مذكور بالمعنى حملا على ترادفهما هنا , وهو ظاهر هنا وعليه عمل المصنف .
قوله : ( وأن المعرفة )
بفتح أن والتقدير : باب بيان أن المعرفة . وورد بكسرها وتوجيهه ظاهر .
وقال الكرماني : هو خلاف الرواية والدراية .
قوله : ( لقوله تعالى )
مراده الاستدلال بهذه الآية على أن الإيمان بالقول وحده لا يتم إلا بانضمام الاعتقاد إليه والاعتقاد فعل القلب .
وقوله : ( بما كسبت قلوبكم )
أي : بما استقر فيها , والآية وإن وردت في الأيمان بالفتح فالاستدلال بها في الإيمان بالكسر واضح للاشتراك في المعنى , إذ مدار الحقيقة فيهما على عمل القلب .
وكأن المصنف لمح بتفسير زيد بن أسلم , فإنه في قوله تعالى ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) قال : هو كقول الرجل إن فعلت كذا فأنا كافر , قال : لا يؤاخذه الله بذلك حتى يعقد به قلبه , فظهرت المناسبة بين الآية والحديث , وظهر وجه دخولهما في مباحث الإيمان , فإن فيه دليلا على بطلان قول الكرامية : إن الإيمان قول فقط , ودليلا على زيادة الإيمان ونقصانه لأن قوله صلى الله عليه وسلم " أنا أعلمكم بالله " ظاهر في أن العلم بالله درجات , وأن بعض الناس فيه أفضل من بعض , وأن النبي صلى الله عليه وسلم منه في أعلى الدرجات . والعلم بالله يتناول ما بصفاته وما بأحكامه وما يتعلق بذلك , فهذا هو الإيمان حقا .
( فائدة ) :
قال إمام الحرمين : أجمع العلماء على وجوب معرفة الله تعالى , واختلفوا في أول واجب فقيل : المعرفة , وقيل النظر , وقال المقترح : لا اختلاف في أن أول واجب خطابا ومقصودا المعرفة , وأول واجب اشتغالا وأداء القصد إلى النظر . وفي نقل الإجماع نظر كبير ومنازعة طويلة , حتى نقل جماعة الإجماع في نقيضه , واستدلوا بإطباق أهل العصر الأول على قبول الإسلام ممن دخل فيه من غير تنقيب , والآثار في ذلك كثيرة جدا . وأجاب الأولون عن ذلك بأن الكفار كانوا يذبون عن دينهم ويقاتلون عليه , فرجوعهم عنه دليل على ظهور الحق لهم . ومقتضى هذا أن المعرفة المذكورة يكتفى فيها بأدنى نظر , بخلاف ما قرروه . ومع ذلك فقول الله تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ) . وحديث " كل مولود يولد على الفطرة " ظاهر أن في دفع هذه المسألة من أصلها , وسيأتي مزيد بيان لهذا في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى . وقد نقل القدوة أبو محمد بن أبي جمرة عن أبي الوليد الباجي عن أبي جعفر السمناني - وهو من كبار الأشاعرة - أنه سمعه يقول : إن هذه المسألة من مسائل المعتزلة بقيت في المذهب , والله المستعان . وقال النووي في الآية دليل على المذهب الصحيح أن أفعال القلوب يؤاخذ بها إن استقرت , وأما قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل " فمحمول على ما إذا لم تستقر . قلت : ويمكن أن يستدل لذلك من عموم قوله " أو تعمل " لأن الاعتقاد هو عمل القلب , ولهذه المسألة تكملة تذكر في كتاب الرقاق
ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم
قوله : ( باب قول النبي صلى الله عليه وسلم )
هو مضاف بلا تردد .
قوله : ( أنا أعلمكم )
كذا في رواية أبي ذر , وهو لفظ الحديث الذي أورده في جميع طرقه . وفي رواية الأصيلي " أعرفكم " وكأنه مذكور بالمعنى حملا على ترادفهما هنا , وهو ظاهر هنا وعليه عمل المصنف .
قوله : ( وأن المعرفة )
بفتح أن والتقدير : باب بيان أن المعرفة . وورد بكسرها وتوجيهه ظاهر .
وقال الكرماني : هو خلاف الرواية والدراية .
قوله : ( لقوله تعالى )
مراده الاستدلال بهذه الآية على أن الإيمان بالقول وحده لا يتم إلا بانضمام الاعتقاد إليه والاعتقاد فعل القلب .
وقوله : ( بما كسبت قلوبكم )
أي : بما استقر فيها , والآية وإن وردت في الأيمان بالفتح فالاستدلال بها في الإيمان بالكسر واضح للاشتراك في المعنى , إذ مدار الحقيقة فيهما على عمل القلب .
وكأن المصنف لمح بتفسير زيد بن أسلم , فإنه في قوله تعالى ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) قال : هو كقول الرجل إن فعلت كذا فأنا كافر , قال : لا يؤاخذه الله بذلك حتى يعقد به قلبه , فظهرت المناسبة بين الآية والحديث , وظهر وجه دخولهما في مباحث الإيمان , فإن فيه دليلا على بطلان قول الكرامية : إن الإيمان قول فقط , ودليلا على زيادة الإيمان ونقصانه لأن قوله صلى الله عليه وسلم " أنا أعلمكم بالله " ظاهر في أن العلم بالله درجات , وأن بعض الناس فيه أفضل من بعض , وأن النبي صلى الله عليه وسلم منه في أعلى الدرجات . والعلم بالله يتناول ما بصفاته وما بأحكامه وما يتعلق بذلك , فهذا هو الإيمان حقا .
( فائدة ) :
قال إمام الحرمين : أجمع العلماء على وجوب معرفة الله تعالى , واختلفوا في أول واجب فقيل : المعرفة , وقيل النظر , وقال المقترح : لا اختلاف في أن أول واجب خطابا ومقصودا المعرفة , وأول واجب اشتغالا وأداء القصد إلى النظر . وفي نقل الإجماع نظر كبير ومنازعة طويلة , حتى نقل جماعة الإجماع في نقيضه , واستدلوا بإطباق أهل العصر الأول على قبول الإسلام ممن دخل فيه من غير تنقيب , والآثار في ذلك كثيرة جدا . وأجاب الأولون عن ذلك بأن الكفار كانوا يذبون عن دينهم ويقاتلون عليه , فرجوعهم عنه دليل على ظهور الحق لهم . ومقتضى هذا أن المعرفة المذكورة يكتفى فيها بأدنى نظر , بخلاف ما قرروه . ومع ذلك فقول الله تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ) . وحديث " كل مولود يولد على الفطرة " ظاهر أن في دفع هذه المسألة من أصلها , وسيأتي مزيد بيان لهذا في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى . وقد نقل القدوة أبو محمد بن أبي جمرة عن أبي الوليد الباجي عن أبي جعفر السمناني - وهو من كبار الأشاعرة - أنه سمعه يقول : إن هذه المسألة من مسائل المعتزلة بقيت في المذهب , والله المستعان . وقال النووي في الآية دليل على المذهب الصحيح أن أفعال القلوب يؤاخذ بها إن استقرت , وأما قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل " فمحمول على ما إذا لم تستقر . قلت : ويمكن أن يستدل لذلك من عموم قوله " أو تعمل " لأن الاعتقاد هو عمل القلب , ولهذه المسألة تكملة تذكر في كتاب الرقاق
الإثنين نوفمبر 21, 2016 3:30 pm من طرف الربيع
» سونيت 95....وليم شكسبير
الخميس ديسمبر 10, 2015 6:51 am من طرف الربيع
» كيف تزيد خشوعك في الصلاة؟
الإثنين أكتوبر 19, 2015 2:38 pm من طرف semal4
» حزن المؤمن ...
الجمعة أغسطس 22, 2014 11:10 pm من طرف الربيع
» ارجوك تنساني { احلام }
السبت مارس 15, 2014 8:32 am من طرف لمار
» المكالمة .... هشام الجخ ♥
الخميس مارس 13, 2014 9:54 am من طرف الربيع
» الليل ياليلى " وديع الصافي "
الثلاثاء فبراير 11, 2014 1:59 am من طرف لمار
» جمعة مباركه ان شاء الله
الإثنين فبراير 10, 2014 2:03 pm من طرف لمار
» (((((((مجرد وقت )))))
الأحد فبراير 09, 2014 11:13 pm من طرف لمار